×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

ثالثًا: هل مَنْ دَعَا إلَى العَمَلِ بِسُنَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم في القبورِ يكونُ مُغَاليًا ومُتَجنيًا ومُشَكِّكًا في إسْلامِ المسلمينَ؟! أمْ أنَّ هذهِ الأوصافَ تنطبقُ على مَنْ يُخالِفُ السُّنَّةَ في مسألةِ القبورِ وغيرِها.

ثالثًا: قال الكاتبُ: «المطلوبُ منْ علماءِ مكَّةَ المكرَّمةِ وأركانِ أسرِها العَريقةِ أنْ يَتَصدُّوا لمثلِ هذا الابتلاءِ الذي يَستهدِفُ العبَثَ بآثارِ مكة المكرَّمةِ الإسلاميَّةِ».

وأقولُ: أولاً: علماءُ مكَّةَ وأسرُها العريقةُ لا يتصَدُّون لِمَنْعِ تطبيقِ سُنَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم في القبورِ، ومن فَعَلَ ذلكَ ومَنْ خالَفَ فلا عِبرَةَ به.

ثانيًا: أليسَ هذا الكلامُ منَ الكاتبِ فيه إثارةٌ للنَّخوَةِ المَذمومةِ وتَفريقٌ بينَ المسلمينَ في هذه البلادِ -بينَ أهلِ مكَّةَ وغيرِهم-.

ثالثًا: هلْ تسميةُ القبورِ بالآثارِ الإسلاميَّةِ لها أصْلٌ في الكتابِ والسُّنَّةِ وهديِ السَّلفِ، فالرَّسولُ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه وعُمومُ المسلمينَ سَمَّوْها: قُبورًا ولمْ يسمُّوها: آثارًا، وحثَّ صلى الله عليه وسلم على زيارِتِها الشَّرعيَّةِ للاعتبارِ والاتِّعاظِ والدُّعاءِ لأمواتِ المسلمينَ. قال صلى الله عليه وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ» ([1]) ولم يَقُلْ: زوروا الآثارَ. ومنَ العجيبِ أنَّ هذا الكاتبَ يستنكِرُ الغُلُوَّ وهو واقعٌ فيه في هذه المسألةِ.

رابعًا: قال الكاتبُ: «والسؤالُ: هل ما يقومُ بهِ هؤلاءِ منْ غُلاةٍ في إصدارِ أحكامِهم وفي تفسيرِ التَّشريعِ وفي اتِّهامِ النَّاسِ بقلَّةِ عقولِهم إلى درجةِ عبادةِ القُبورِ؟».

وأقولُ: نعم إنَّ الغلوَّ في القبورِ والبِناءَ عليها وتَبليطَ ما حَوْلَها بالسيراميك الَّذي أثَارَ الأمرَ بإزالتِه حفيظتَك وأشاطَ غضبَكَ، إنَّ الغُلوَّ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (976).