×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

19- قال الرفاعيُّ: «وهؤلاءِ جَهَلَةٌ ويتَّبِعون ابنَ بازٍ ويقولون عنه: إنَّه إمامٌ منَ الأئمَّةِ رغْمَ أنَّه أنكَرَ أنَّ الإِنسانَ وَصَلَ إلى القمرِ وقالَ: إنَّ الأرْضَ ليستْ كُرَويَّةً...إلى أن قال: ونقول: إنَّ ابنَ باز كان عابِدًا أو عالِمًا ولكنَّه في مذهبِه كان مُتَشدِّدًا ومتعصِّبًا. إلى أن قال: ومعَ هذا أقولُ: إنَّه رجلٌ مُتَطرِّفٌ في آرائِه وفي اتِّهامِه للمسلمينَ بالشِّرْكِ والبِدْعَةِ والضَّلالِ».

هكذا تناقَضَ في حقِّ الشيخِ ابنِ باز رحمه الله، فتارةً يصِفُهُ بأنَّه عالِمٌ عابِدٌ، ومرةً يصِفُهُ بأنَّه مُتَشَدِّدٌ في مَذْهَبِه ومُتَعَصِّبٌ ومُتَطَرِّفٌ في آرائِه وأنَّه يتَّهِمُ المسلمين بالشِّركِ والبدعَةِ والضَّلالِ وينفي عنه الإمامةَ في العِلْمِ؛ لأنَّه لا يقولُ بكُرَويَّةِ الأرضِ ويُنكِرُ وصولَ الإنسانِ إلى القمرِ، وهلْ من شَرْطِ الإمامةِ التَّصديقُ بالنَّظريَّاتِ الحديثةِ؟

والجوابُ عن ذلكَ أنْ نقولَ: أمَّا أنَّ الشيخَ مُتشدِّدٌ ومُتَعصِّبٌ ومُتَطرِّفٌ وأنَّه يتَّهمُ المسلمين عُمومًا بالشِّركِ والبدعةِ والضَّلالةِ فهذا كلُّه كَذِبٌ وافْتِرَاءٌ وغِيبَةٌ قَبيحَةٌ، فكلُّ مَنْ عَرَفَ الشيخَ ابنَ بازٍ يُكَذِّبُ هذهِ الاتِّهاماتِ، وهيَ لا تَضُرُّ إلاَّ مَن صَدَرَتْ منه، ولا تُنقِصُ مِن قَدْرِ الشَّيخِ بلْ يَزيدُه اللهُ بها رِفْعَةً وقد قيلَ:

قَدْ تُنكِرُ العَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ *** وَيُنكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَاءِ مِنْ سَقَمِ

وأمَّا أنَّ الشيخَ يُكفِّرُ المسلمينَ ويتَّهِمُهم بالبِدْعةِ والضَّلالةِ فهذا منْ أعظمِ الكَذِبِ، فالشيخُ لا يُكفِّرُ ولا يُبَدِّعُ ولا يُضَلِّلُ إلاَّ بحسَبِ الأدلَّةِ الصَّحيحةِ وعلى ضَوْءِ مُعتقَدِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ وكُتُبُه شاهِدَةٌ بذلك، وأمَّا أنَّه لا يقولُ بكُرَويَّةِ الأرضِ فهذَا كَذِبٌ عليه لمْ يَقُلْهُ، وعلى الرفاعيِّ أنْ يُثْبِتَ لنا ذلك مِنْ كُتُبِ الشَّيخِ فقد حَكَى شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ الإجماعَ على كُرَويَّتِها.


الشرح