اللهِ باتِّبَاعِهم: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ
أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]
فتقول: الَّلهمَّ باتِّباعِي لرَسولِك فاغفرْ لي.
18- قال الرفاعي:
«وهمُ الآنَ فصَلُوا الرِّجالَ عن النِّساء في الحجِّ وَوَضَعوا حواجِزَ أمامَ
النِّساءِ لكيلاَ تَرَى البيتَ... إلى أنْ قالَ: وهل هؤلاءِ أغْيَرُ على الإسلامِ
منَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ومنْ أبي بكرٍ وعمرَ بنِ الخطَّابِ وبقيَّةِ
الخُلفاءِ الرَّاشدينَ؟ ووَضَعوا الحواجِزَ كذلِكَ في المدينةِ المُنَورَّةِ، وهم
يَفْعلونَ الآنَ أشياءَ وكأنَّهم يقولونَ: إنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم
مُخطِئٌ». انظُرْ كيفَ قَلَبَ المَحاسِنَ مَساوِئَ لحِقْدِه وجَهْلِه.
والجوابُ: أنَّ الرِّفاعيَّ إذا كانَ يُنكِرُ فَصْلَ النِّساءِ عنِ الرِّجالِ فهو يَدعو إلى الاختلاطِ المُثيرِ للْفِتْنَةِ كما يُنادي بذلك بَعضُ كُتَّابِ الصُحُفِ، وأيضًا هو يُنكِرُ أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم فَصَلَ النِّسَاءَ عنِ الرِّجالِ، وقَد فَصَلَهن وجعَلَ صُفوفَ النِّسَاءِ خَلْفَ صفوفِ الرِّجالِ وقالَ: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا» ([1]) فجعل للرجالِ صُفوفًا وللنِّساءِ صُفوفًا، حتَّى المرأةُ الواحدةُ تقومُ وحدَها خَلْفَ الصَّفِّ لحدِيثِ أنسٍ قالَ: «صَفَفْتُ أَنَا وَيَتِيمَ وَرَاءَهُ -يعنِي: الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم -، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا» ([2])، وَأَمَّا وَضْعُ الحاجِزِ بينَ الرِّجالِ والنِّساءِ في مسجدي مكَّةَ والمَدينَةَ فلأَنَّ ذلكَ أستَرُ لهنَّ فهُو منْ صالِحِ الرِّجالِ والنِّساءِ وليسَ الغَرَضُ منه أن لا يَرَيْنَ الكعبةَ كما يقولُ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (440).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد