×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

وأقول له:

أولاً: الكلامُ ليس في البَعثةِ وإنَّما هو بالمولِد، والله تَعَالى ما أشادَ بالمولِدِ في القرآنِ الكريمِ وإنَّما أشادّ بالبَعْثةِ، فقال تَعَالى: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ [آل عمران: 164].

ثانيًا: اللهُ لمْ يُشرِّعْ لنا الاحتفالَ بالمولِدِ ولا بالبَعثةِ بمعنى أنَّنا نُقيمُ مُخَيَّماتٍ ونعملُ ما ذكرتَه، وإنَّما شرَّعَ لنا اتِّباعَ هذا النَّبيِّ والاقتداءَ به، وهو صلى الله عليه وسلم لم يفعلْ هذا الاحتفالَ ولم يفعلْهُ خلفاؤُه وصحابتُه والقرونُ المفضَّلةُ من بَعدِه، فإقامتُه بدعةٌ وكلُّ بِدْعةٍ ضلالَةٌ سواءٌ أقمتَه أنت أو غيرُك.

3- قولُه: «إنَّنا عندما نتكلَّمُ عن التَّصوُّفِ وندعو إليه فنحن نقصِدُ تصوُّفَ الإمامِ الرِّفاعِيِّ والجيلانِيِّ والدُّسوقِيِّ والشَّاذلِيِّ والنَّقشَبَندِيِّ ولا نقصِدُ تصوَّفَ ابنِ عربي».

ونقول له: التَّصوُّف كلُّه مُبتدَعٌ وإن كان بعضُه أخفَّ من بعضٍ والخَفيفُ منه يَجُرُّ إلى ما هو أشدُّ منه كما هو المشاهَدُ للواقعِ من مُتصوِّفَةِ اليومِ، وهكذا البِدعَةُ تجُرُّ إلى ما هو شرٌّ منها. وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» ([1]) والتَّصوُّفُ مُحدَثٌ في الدِّينِ فهو ضَلالةٌ وشرٌّ.

4- قوله: «وهل إذا تصوَّفَ المسلمُ السُّنِّيُّ أصبحَ مُجرمًا»؟

أقول: نعم مَن تصوَّفَ فقدِ ابتَدَعَ ومَنِ ابتدَعَ كان مُجْرمًا. والسُّنَّيُّ إذا تصوَّفَ لمْ يَبقَ سُنيًّا بل يكونُ بدعيًّا.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).