وقولُه: «لأنَّ ما نعرِفُه
هو أنَّ غَزْوَ الآخرينَ أصبَحَ مُحرَّمًا الآن».
وأقول له: لا أَحَدَ
يُحَرِّمُ ويُحَلِّلُ إلاَّ اللهُ سُبحانه، وأيضًا هل الكفارُ الآنَ امتَنَعوا
مِنْ غَزْوِ بلادِ المسلمينَ واغْتِصابِها بمُوجبِ العُهودِ الدَّوليَّةِ، وأينَ
بلادُ فلسطينَ والعراقَ وأفغانستانَ وغيرُها؟!
وقوله: «وشُرِعتِ
القَوانينُ والنُّظُمُ المدنيَّةُ لحفْظِ الأمْنِ وحمايةِ الضَّعيفِ منَ القَوِيِّ».
وأقولُ له: «وأينَ هذا الَّذي
تقولُ منْ حمايةِ الفلسطينيين من اليهودِ وحمايةِ غيرِهم منَ المسلمينَ في كثيرٍ
منَ البلادِ؟».
وقولُه: أمَّا أن يكونَ
امتلاكُ القُوَّةِ العسكريَّةِ مُبَرِّرًا لشَنِّ الحَرْبِ فهذا مَنطِقُ الظُّلمِ
والطُّغيانِ.
وأقولُ له: نعم إذا كان شَنُّ
الحربِ لأجْلِ نَشْرِ الظُّلمِ والكُفْرِ والطُّغيانِ كما هو الواقِعُ في الحروبِ
التي يَشُنُّها بعضُ الكفَّارِ فهو على ما وَصَفْت، أما إن كانَ إعلانُ الجهادِ
لأجْلِ نَشْرِ العِلْمِ والعَدْلِ ولتكونَ كَلمَةُ اللهِ هي العُليا فهو مَنطِقُ
العدلِ والإحسانِ.
أحببتُ بهذهِ
الكلماتِ الإجابةُ عن قولِ الأخِ الكريمِ عنِّي: «فليتَ فضيلَتُه يُوَضِّحُ لنا
أكثَرَ. واللهُ المستعانُ».
وكتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
14/ 6/ 1427هـ
*****ٓٓٓٓ
الصفحة 6 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد