فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ
يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ
ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].
سابعًا: جهادُ المسلمينَ في
سبيلِ اللهِ أثْمَرَ خيرًا كثيرًا لأهلِ الأرضِ حيثُ قَمَعَ الطُّغاةَ
والمتجبِّرينَ والمستكبرينَ في الأرضِ بغيرِ الحقِّ وخلَّصَ الضُّعفاءُ من قبضَتِهم
وأَنصَفَهم ونَشَرَ العَدْلَ والعِلْمَ، وأزالَ الجَهْلَ والظُّلْمَ وبَسَطَ
العَدلَ ونَشَرَ الحضارةَ الصَّحيحةَ في المشارقِ والمغاربِ وَنَشَرَ الأمْنَ بين
النّاسِ، وما حَضارةُ الأندلسِ وبغدادَ والشامِ وخُراسانَ وما وراءَ النَّهرِ
بخافيةٍ حيثُ نشأَ منها العلماءُ الَّذين مَلئوا الدُّنيا عِلمًا وحِكْمةً، مما لا
تَزالُ آثارُه باقيةً وشاهدَةً بفضْلِ الجِهادِ في سبيلِ اللهِ. كما قال الشاعر:
بَدَا النُّورُ من
بَطحاء مكَّةَ ساطعًا *** وضاءَتْ له منْ أرضِ يثْرِبَ دُورُها
ثأَرْنَا بسيفِ
الحقِّ من كلِّ باطلٍ *** فذلٌّ لنا جِلُّ الوَرَى وحَقيرُها
وكلُّ بلادٍ قد
وطِئْنا صعيدَها *** غَدَوْنَ رِياضًا زاهياتٍ زَهْوُها
وأين هذا من حروب
الكفَّارِ الَّتي يشنُّونَها على النَّاسِ بَغْيًا وعُدْوانًا فتُخَلِّفُ دَمارًا
وعارًا كما هو المشاهَدُ الآنَ في كلِّ مكانٍ من عُدْوانِهم على النَّاسِ؟!!
ثامنًا: قولُ الأخِ صالحِ
العريني: «وما أتَّفقُ فيه مع شيخِنا هو الجزْءُ الخاصُّ بجهادِ الدَّفْعِ، فهذا
يُعتَبَرُ رُكْنًا سادِسًا منْ أركانِ الإسلامِ، وأمَّا رأيُه في جهادِ الطَّلبِ
فقد فوجئْتُ بقوله: إنَّه واجبٌ الآنَ لكنَّه مُؤَجَّلٌ حتَّى يملِكَ المسلمونَ
القُوَّةَ».
وأقول له: وما الذي نَسَخَ
وُجوبَ جهادِ الطَّلبِ عندَ القُدرةِ عليهِ وهو سَنَامُ الإسلامِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد