مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ
بِالسَّلاَسِلِ» ([1]) أي: يُؤْسَرون في
القتالِ ثمَّ يسلمون فيُخَلَّى سبيلُهم ويَدخُلُونَ الجَنَّةَ، ولو ماتوا على
الكفْرِ صاروا منْ أهْلِ النَّارِ.
خامسًا: إنَّما يُشْرَعُ
القِتالُ في حقِّ مَن يَنشُرُ الكُفْرَ ويَدعو إلَيه كما قالَ تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ
إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ﴾ [البقرة: 221] أو
في حقِّ من قاتَلَ المسلمين وصَدَّ عن سبيلِ اللهِ، فمن لمْ يُقَاتِلْ ولم يَدَعُ
إلى الكفْرِ فإنَّه لا يُقتَلُ؛ ولذلك لا تُقتَلُ المرأةُ ولا الصَّغيرُ ولا
الهَرِمُ ولا العَابِدُ في صَوْمَعتِه؛ لأنَّ هؤلاءِ لا يُقاتلون المسلمين؛ ولأنَّ
هؤلاءِ كفرُهُم وشرُّهُم قاصِرٌ عليهِم لا يَتَعَدَّى إلى غيرِهم فلا يُتَعرَّضُ
لهم وما اختاروا لأنفسهم.
سادسًا: ليسَ الغرَضُ منَ الجهادِ في سبيلِ اللهِ إجبارَ النَّاسِ على الدُّخولِ في الإسلامِ كما يَتَصوَّرُه البعضُ، قال تعَالى: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ﴾ [البقرة: 256] وقال تعالى: ﴿لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القصص: 56]، فالدُّخولُ في الإسلامِ لا بدَّ أنْ يكونَ عنِ اختيارٍ واقتناعٍ به، ولكنَّ الغَرَضَ منه أنْ يأْخُذَ الإسلامُ طريقَه إلى البَشَريَّةِ لا يَصدُّ عنه من يُريدُ الدُّخولَ فيه صادٌّ، ولا يَقِفُ في طريقِه ليمنَعَ النَّاسَ من الدُّخولِ فيه، قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ﴾ [الأنفال: 39] قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِه لهذهِ الآية: «قالَ ابنُ إسحاقَ: بلغَني عن الزهريِّ عن عروةَ بنِ الزُّبيرِ وغيرِه من علمائِنا: ﴿حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ﴾ [الأنفال: 39] حتَّى لا يُفتَنَ مُسلمٌ عنْ دِينِه، انتهى. وقال تعالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ
([1])أخرجه: البخاري رقم (3010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد