بِدْعَةٌ، وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» ([1])، وأنَا - وللهِ
الحمدُ - لمْ أخْرُجْ عن مَنْهَجِ السَّلفِ فيما كتبتُه.
ثانيًا: أنَّ سَلَفَ هذهِ
الأمَّةِ وفقهاءَها أَخذوا أحكامَ الجهادِ من نُصوصِ الكتابِ والسُّنَّةِ الَّتي
لا تَختَلِفُ باخْتلاَفِ الزَّمانِ والْمكانِ، ولمْ يأْخذوها منْ تصورُّاتٍ
فكريَّةٍ ومذَاَهِبَ ونَظَريَّاتٍ بشَرِيَّةٍ، وقدْ قالَ بعضُ السَّلفِ: «اتَّبِعُوا
وَلاَ تَبْتَدِعُوا». ومَن جَاءَنا بفقْهٍ يُخالِفُ الكتابَ والسُّنَّةَ وفقْهَ
السَّلفِ رفضْناهُ ولمْ نَقْبَلْه كائِنًا مَن كانَ.
وأقولُ: إنَّ المُزينيَّ
بكثرَةِ تَعقِيباتِه ومُرَاوَغَاتِه حولَ المَناهِجِ الدِّرَاسيَّةِ وحوْلَ
الجهادِ بصفَةٍ خاصَّةٍ يريدُ أن يَفرِضَ علينا رأيَه الَّذي لمْ يجِدْ - وللهِ
الحمدُ - رَواجًا عندَ كثيرٍ منَ القُرَّاءِ مع أنَّه يَدَّعِي الحِوَارَ وقَبولَ
الرَّأيِ الآخرِ، معَ أنَّ الحقَّ أنَّه لا يُقْبَلُ منَ الآراءِ إلاَّ ما وَافَقَ
الكتابَ والسُّنَّةَ ومنهَجَ سَلَفِ الأمَّةِ وأئمَّتِها، وهذا المنهجُ الَّذي
تسيرُ عليه هذه الدَّولةُ المُباركةُ في مناهِجِها وجميعِ شُؤونِها ولا تَحيدُ عنه
- إنْ شاءَ اللهُ - ثم بَيَّنَ وِجْهَةَ نَظرِه بقولِه: «فقدْ صَيَّغْتَ هذه
الشروطَ -يعني شروط الجهاد- التي بيَّنها الشيخ -يعنيني- بلغةٍ تتَّصفُ بعُمومياتٍ
غيرِ مُنضبطَةٍ، ولا تَتَصَوَّرُ الأوضاعَ الدَّوليةَ المُعاصرَةَ».
وأقولُ له: إنَّ هذه الشروطَ مُستندَةٌ إلى نُصوصِ الكتابِ والسُّنَّةِ الصَّريحةِ والصَّالحةِ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، وقولُك هذا يَتضمَّنُ وصْفَ هذهِ النُّصوصِ بالقُصورِ وعدمِ الصَّلاحيَّاتِ لهذا الزَّمانِ، واللهُ تَعَالى قال: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3] ويقول: ﴿مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 38] « ثمَّ يَعترِضُ المُزينيّ على قولي: إنَّ الجهادَ لا يكونُ
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد