وأقولُ: تَعَامُلُ المسلمِ مع هذهِ الزَّوجةِ إنَّما هو من التَّعامُلِ
الدُّنيويِّ، وزوجُها لا يُحبُّها مَحبَّةً دِينيَّةً ولا يُحِبُّ دِينَها وإنَّما
يُحبُّها محبَّةً زوجيَّةً فقط بدليلِ أنَّه لو طَلَّقَها زَالَتْ تلكَ المَحبَّةُ
ولو كانتْ دِينيَّةً لم تَزُلْ، وأيضًا تَزَوُّجُ المسلمِ من الكتابيَّةِ هو من
جِنْسِ إقرارِ أهلِ الكتابِ على دِينِهم إذ دَخلوا تَحتَ حكمِ الإسلامِ وبذَلُوا
الجزْيَةَ، والزَّوجةُ تَدخُلُ تحتَ حُكْمِ الزَّوْجِ ويُسيطِرُ عليها سَيطرَةً
تامَّةً، وتَزوُّجُه بها وسِيلَةٌ إلى دُخولِها في الإسْلامِ؛ لأنَّ أهلَ الكتابِ
يعلَمون أنَّ ما جاءَ به محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم هو الحقَّ وأنَّهم مأْمورونَ
باتِّباعِه كما قالَ تعَالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ
أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 146]
ولكنَّهم حسَدُوا محمَّدًا وأمَّتَه فلمْ يَتَّبِعُوه تكَبُّرًا وعِنَادًا،
فحَرِيٌّ بالزَّوجةِ أن تَزولَ عنها هذه الغُمَّةَ وتَرجِعَ إلى الصَّوابِ.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبَه
صالحُ بنُ فوزانَ الفوزان
عضوُ هيئةِ كبار العلماء
3/ 6/ 1427 هـ
*****
الصفحة 6 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد