لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، ولو ضَلَّلْتُمْ بهذِه الأفْكارِ بعضَ
المسلمينَ فلن تُضَلِّلُوا جَمِيعَ الأمَّةِ قال تَعَالى:
﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا
يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَذَلَهُمْ أَوْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ
ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» ([1]).
وهذه المملكةُ في
هذهِ البِلادِ المُباركةِ قَامَتْ على الكتابِ والسُّنَّةِ وبَنَتْ مَنَاهِجَها
الدِّراسِيَّةَ عَلَيها ولنْ تَحيدَ عنْ ذلكَ بإذْنِ اللهِ، فخَيرٌ لكمْ أنْ
تُعيدُوا النَّظرَ فيما تَكتبُونَ حَوْلَ المناهِجِ وغيرِها وأن تكونَ كتاباتُكم
في الدِّفاعِ عن تلكَ المَناهِجِ السَّليمَةِ حتَّى تكونَ كتاباتٍ مثمرةً وجهودُكم
جهودًا مُفيدةً. ولا تَجْرُوا وَرَاءِ السَّرابِ وتكونُوا عَوْنًا للأعداءِ على
أمَّتِكُمْ.
ونسأَلُ اللهَ لنا وَلَكُم الهِدَايَةَ والتَّوفيقَ.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلَى آلِه وصحْبِه.
كتبَه
صالحُ بنُ فوزانَ بنِ عبدِ اللهِ الفوزانِ
عضوُ هيئةِ كبارِ العلماءِ
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (3641)، ومسلم رقم (1037).
الصفحة 10 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد