إلاَّ منْ خِلالِ التَّعليمِ السَّليمِ الجادِّ
القائمِ على منهجِ الكتابِ والسُّنَّةِ ومنهجِ السَّلفِ المُتمثِّلِ في مناهِجِنا
الدِّراسيَّةِ، وكثرةُ المخالفينَ للإسلامِ ليسَتْ غريبةً. قال تعالى: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن
فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ﴾ [الأنعام: 116]،
وقال تعالى: ﴿وَمَآ
أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [يوسف: 103].
7- ثم قال
المزيني في ختامِ كلمتِه: «ومنَ البَيِّنِ أنَّ هذهِ المناهجَ ترْسُمُ
للطَّالبِ مَواقِفَ سلبيَّةً تِجاهَ هؤلاءِ جميعًا وتَطْلبُ منه أنْ يَنظُرَ إليهم
نَظْرَةً عَدائِيَّةً».
وجوابُنا أنْ نقولَ
له: بلْ على العَكْسِ هذه المناهِجُ تُعَلِّمُ الطَّالبَ كيف يتعامَلُ معَ
هؤلاءِ التَّعاملَ الشَّرعيَّ العَادِلَ الَّذي لا جَوْرَ فيهِ ولا مُيوعَةَ، بل
يكونُ هادِيًا مَهديًا، وإنَّما ترسُمُ هذه المناهجَ للطالبِ مَواقف سلبيَّةً لو
خَلَتْ منْ مَضَامِينِها الصَّحيحَةَ حسْبَما تدعو إليهِ أنتَ وأمثالُك.
وقولُك: «ومنَ الأفضلِ لنا
أنْ نُراجِعَها ونَستدرِكَ ما فيها من هذه المَآخِذِ».
ونقول لك: ما حيلَتُنا فيكَ
إذا كنتَ تعتَبِرُ المَزايَا والمَحَاسِنَ مَآخِذَ كما قال الشاعر:
قد تُنكِرُ العَيْنُ
ضَوءَ الشَّمسِ منْ رَمَدِ *** ويُنكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ منْ سَقَمِ
والمنظارُ الأسودُ
يُصوِّرُ كلَّ ما حَولَه أسودَ ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ. إنَّها لو
سُلِبَتْ هذه المعاني الْجَليلةُ من المناهجِ فأصبَحَتْ جَسدًا بلا رُوحٌ كما
تُطالِبونَ به مُنذُ زمنٍ بعيدٍ فإنَّها لنْ تُسْلَبَ منْ نُصوصِ القُرآنِ الَّذي
تَكَفَّلَ اللهُ بحفظِه فقالَ تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد