وإجماعِ أهْلِ
العِلْمِ، ونقولُ لهُ: الجهادُ على قسمينِ: القِسْمُ الأوَّلُ:
للدَّفْعِ عنِ المسلمينَ إذا هَاجَمَهُمُ العدُوُّ في بلادِهم وهو فَرْضُ عيْنٍ
على كلِّ قادِرٍ وهو ما يُسمَّى بجِهادِ الدِّفاعِ، والقِسْمُ الثَّاني:
جِهادُ الطَّلبِ، وهو غَزْوُ المسلمينَ للكفَّارِ في بلادِهم بعدَ دعوتِهم إلى
اللهِ - إذا كان في المسلمينَ قُوَّةٌ عليه - وهو فرضُ كفايةٍ لإعلاءِ كلمةِ اللهِ
كما جاهَدَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الجِهادَيْنِ وجاهَدْهُما أصحابُه من
بِعدِه حتَّى انتَشَرَ دِينُ اللهِ في الأرضِ وانقَمَعَ الكفْرُ، والجهادُ ماضٍ
إلى أن يُقاتِلَ آخِرُ هذه الأمَّةِ الدَّجالَ كما في الحديثِ، وإنْ كَرِهَهُ مَن
كرهَهُ من ضِعافِ الإيمانِ والمنافقينَ الَّذينَ تَدورُ أعينُهم عندَ ذِكْرِه
كالَّذي يُغْشَى عليه من المَوْتِ.
6- قال المزيني: «وممَّا
لا تُخطِئُه العَيْنُ أنَّ مَنَاهجَنا تُصَوِّرُ الطَّالبَ كأنَّه مُحاصَرٌ
بأعداءٍ لا نِهايةَ لعدَدِهم، ومنْ هؤلاءِ الأعداءِ أهْلُ البِدعِ والسَّبَئِيَّةُ
والجَهْميَّةُ والمُعتزِلةُ والأشاعرِةُ والكفَّارُ واليهودُ والنَّصارى
والمُنافقونَ والشُّيوعيُّونَ والِّليبرَالِيُّونَ والعِلْمانِيُّونَ».
ونقولُ له جوابًا عن
هذا التَّهويلِ: نَعم المسلمُ مُحاطٌ بهؤلاءِ الأعداءِ الَّذين حذَّرَ اللهُ منْهم فيجِبُ
علينا أنْ نُسَلِّحَه ضدَّهم منْ خِلالِ المناهجِ الدِّراسيَّةِ بالكتابِ
والسُّنَّةِ والعقيدةِ الصَّحيحةِ الَّتي يُميَّزُ بها بينَ الحقِّ والباطِلِ
والهُدَى والضَّلالِ؛ لأنَّ اللهَ قد أوجَبَ علينا تَعَلُّمَ العِلْمِ النافعِ
والقيامَ بالعملِ الصَّالحِ والدَّعوةَ إلى اللهِ والأمْرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن
المنكرِ والجهادَ في سبيلِ اللهِ، قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110]،
وقال تعالى: ﴿وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]،
وهذا لا يتِمُّ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد