مأواهُ النَّارُ قال
تَعَالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمۡ سَعِيرًا ٦٤ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا﴾ [الأحزاب: 64- 65]
هذا مصيرُهم في الآخرَةِ وبئسَ المصيرُ، فمَنْ أَحَبَّ الكفَّارَ حُشِرَ معهم يومَ
القيامةِ كما في الحديثِ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
([1]) فاحذرْ أنْ تُحِبَّ
الكفَّارَ فتكونَ معهم يومَ القيامةِ في النَّارِ.
4- قول المزيني: «ومن
الغرابةِ بمكانٍ قولُ المؤلِّفِ -أي مؤلف كتاب التوحيد-: ولا يعني هذا عدمَ
التَّعاملِ معهم أو مُعاملَتَهم بالأخلاقِ السَّيِّئةِ، واعتبَرَ هذا منَ
المُطالبةِ بالمُستحيلِ».
وجَوابُه أنْ نقولَ: هذا مَبنيٌّ على
الفَرْقِ -كما سبق- بينَ محبَّةِ الكافرِ وكونُها لا تجوزُ بينَ التَّعامُلِ
الدُّنيويِّ معه وتبادُلِ المصالحِ كما تدلُّ عليه الأدلَّةُ، ولكنْ لكونِ المزينيِّ
لمْ يفهمِ الفَرْقَ، صارَ هذا الحُكمُ غريبًا ومستحيلاً عندَه وهذا نتيجةُ عدمِ
رجوعِه إلى كلامِ أهْلِ العِلْمِ في كتبِ التّفْسيرِ وغيرِها من الكتبِ المُعتمدةِ
الَّتي تَجْمَعُ بينَ النُّصوصِ وتفسيرِ كلامِ اللهِ بعضِه ببعضٍ. كما قالَ تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ
عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ
وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ﴾ [آل عمران: 7]، فالواجبُ ردُّ المُتشابِه إلى المُحْكَمِ
حتى يَتَّضِحَ معناهُ كما هي طريقةُ الرَّاسخينَ.
5- قال المزيني:
«كما جاء في هذا الكتاب -يعني: كتابَ التوحيد- جهادُ الكفَّارِ لإعلاءِ كلمةِ
اللهِ شعيرةٌ من شعائرِ هذا الدِّينِ وهو باقٍ إلى يومِ القيامةِ قالَ: أليسَ هذا
حضًّا على الجهادِ لا دِفاعًا عنِ المسلمينَ بلْ لإعلاءِ كلمةِ اللهِ».
ونقولُ له: هذا هو الَّذي شُرِعَ الجهادُ من أجْلِهِ بنصِّ القرآنِ والسُّنَّةِ
([1])أخرجه: البخاري رقم (6168)، ومسلم رقم (2640).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد