×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

والجوابُ عن ذلك كلِّه أنْ نقولَ:

1- قولُه: «لم يردْ في مناهجِنا التمييزُ يبنَ الكافِرِ المُحاربِ والكافرِ غيرِ المحاربِ في مُختلَفِ المراحلِ».

نقولُ عنه: مراحِلُ الدِّراسةِ تختَلِفُ ويُتَدرَّجُ فيها مع الطُّلابِ بحسَبِ مَدارِكِهم من الابتدائية إلى الدِّراساتِ العُلْيا فما أُجْمِلَ في مرحلةٍ فُصِّلَ في المراحلِ الَّتي بَعْدَها وأنتَ لم تُحِطْ بمقرِّراتِ جميعِ المراحلِ من البِدايةِ إلى النِّهايةِ وتُقارن بينَها، وإنَّما اختَطَفْتَ عبارةً من بعضِها وركَّزْتَ عليها؛ لأجْلِ التَّضليلِ والمُغالَطَةِ.

2- التَّمييزُ بينَ الكافِرِ المُحارِبِ والكافِرِ غيرِ المُحاربِ إنَّما هو في التَّعاملِ الدُّنيويِّ، أما التَّعاملُ الدِّينيُّ بالبَراءةِ منهم ومن دينِهم بِبُغْضِ الكفَّار وبُغْضِ دينِهم فلا فَرْقَ فيه بين كافرٍ محاربٍ وكافرٍ غير محاربٍ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ [النساء: 144] وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ [المائدة: 51] وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ [الممتحنة: 1] فالكافر لا يُحَبُّ سواءً كانَ مُحاربًا أو مُسالِمًا بل يُبغَضُ مُطلقًا، قال تعالى: ﴿وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4].

3- والمؤمنُ يكرَهُ الكفْرَ كما يكَرَهُ أن يُقذَفَ في النَّارِ، هذا نَصُّ الحديثِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حيثُ قالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» ([1])، والكافرُ إذا ماتَ على الكفرِ فإنَّ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).