وصْفَهم بذلك؛
لأجْلِ الحَذَرِ منْهم وعدمِ المُدَاهَنَةِ والتَّميُّعِ والتَّساهلِ معهم،
والمسلمُ لا يَختلِطُ مع الكفَّار إلاَّ بقدْرِ الضَّرورةِ مع تَمَسُّكِه بدينِه
والاعتزازِ به وعدمِ المُساومَةِ عليه، فقَدْ حَرَّمَ اللهُ على المسلمينَ
التَّشَبُّهَ بالكفَّار في دينِهم وما هو من خَصَائِصِهم.
4- قال
المزينيُّ: «ومنَ اللافتِ للنَّظرِ في مناهِجِنا أنَّه لم يَرِدِ التَّمييزُ
بينَ الكافرِ المحاربِ والكافرِ غيرِ المُحاربِ إلاَّ في مقرَّرٍ واحدٍ منَ
المقرَّراتِ الكثيرةِ في مخْتَلَفِ المراحلِ وهو كتابُ التَّفسيرِ السَّنة
الثَّالثة المُتوسِّطة، أمَّا في المواضع الأخرى من الكتبِ الدراسيَّةِ التي
تبلُغُ العَشَراتِ فلا نَجِدُ إلاَّ نُصوصًا تخلُو من هذا التمييزِ..» إلى أن
قالَ: «وفي كتابِ التَّوحيدِ للسَّنةِ الثَّانية الثَّانوي: قولُه: الكفْرُ بَغيضٌ
إلى اللهِ تعالى ويَجِبُ أن يَكْرَهُه المؤمنُ كما يكره أن يُقذَفَ في النَّار،
والكافرُ بغيضٌ إلى اللهِ ويَجبُ أن يكْرَهَه المؤمنُ لمَا اتَّصَفَ به من هذه
الصِّفةِ الذَّميمةِ الَّتي تُؤَدِّي بصاحبِها إلى النَّارِ..» إلى أن قال
المزيني: «وتُبَيِّنُ هذه النُّصوصُ أنَّ سَبَبَ كُرْهِ الكفَّار وبُغضِهم هو
كفرُهم لا كونُهم مُحاربينَ للمسلمينَ معَ أنَّ الآياتِ الكريمةَ الَّتي استَشْهَد
المؤَلِّفُ بها هناك تدلُّ دَلالةً واضحةً على أنَّ هذه المُعاملةَ مُخصوصةٌ
بِكَونِ هؤلاءِ الكفَّار محاربينَ». ثم قال المزيني مستغرِبًا: «ومنَ
الغرَابةِ بمكانٍ أن يأتيَ بعدَ النَّصِّ الأخيرِ مباشرةً قولُ المؤلِّفِ: ولا
يَعني هذا عدمَ التَّعاملِ معهم أو مُعامَلَتَهم بالأخْلاقِ الحسنةِ..» إلى أن
قال المزيني عن الكتبِ المدرسيَّةِ: «وهي تُطالِبُ الطالبَّ بالمستحيلِ، كيفَ
يريدُ المؤلفُ أن يُعامِلَ الطالبُ الكافرَ بأخلاقٍ حسنةٍ وهو يُبْغِضُهم، وهذا
منتهى التَّناقُضِ وجمعُ المتَضَادَّاتِ». هذا في نظر المزيني وتصوُّرِه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد