مُتحدِّياتٍ بذلك
أوامرَ اللهِ وأوامرَ رسولِه غير مُبالياتٍ بما يَترتَّب على هذا التَّصرُّفِ من
الأضرارِ الفادحةِ التي تَلحَقُهُن وتلحقُ المجتمعَ ممَّا أثارَ غيرةَ خادِمِ
الحرمين - حفظَه الله - لذلك حينما استنكرَ هذه الظاهرةَ الغَريبةَ على مُجتمعِنا
في مقابلتِه مع الصَّحفيين حيث قال لهم: أيَرْضَى ذلك أحدُكم لزوجتِه أو لأمِّه أو
لبنتِه أو لأختِه، إنه - حفظه الله - يستثيرُ بذلك غَيْرةَ الصحفيين على محارمِهم
ومحارمِ المسلمين.
ولا شَكَّ أن أحدًا
من هؤلاء الصَّحفيين لا يرضَى بذلك وهم أبناءُ المسلمين وبلادُهم بلادُ الإسلامِ
ومَهبَطُ الوَحي وفيها قِبلةُ المسلمين، فهي بلادٌ لها وزنُها في العالَمِ،
وأهلُها يمتازون عن غيرِهم بأنَّهم في مركزِ العالَمِ الإسلامي، وهم مَحلُّ
القُدوةِ، ومسؤوليتُهم أعظمُ من مسؤوليةِ غيرِهم، لأنَّ الرسولَ منهم، والقرآنُ
نزلَ بلُغتِهم، وبلادُهم بلادُ الحَرَمين الشَّرِيفين، قال اللهُ تعالى لنبيِّه
صلى الله عليه وسلم مُنبِّهًا له ولأُمَّتِه على عِظَمِ مسؤوليتِهم نحوَ القرآن: ﴿وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ
لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ﴾ [الزخرف: 44] أي:
إنَّ القرآنَ الكريمَ شرفٌ لك ولقومِك، العربُ خصوصًا مَن هم في جَزيرةِ العربِ
وفي بلادِ الحرمين، وسوف يسألُكُم اللهُ يومَ القيامةِ عن تعامُلِكم مع هذا
القرآن.
وقال تعالى: ﴿لَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ كِتَٰبٗا فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [الأنبياء: 10] إنه يجِبُ على رجالِ الصحافةِ في هذه البلادِ أن يعُوا هذه المسؤوليةَ في صُحَفِهم وما يصدُرُ فيها وأن يُحافظوا على شرفِ المسلمين في نسائِهم وأن تكونَ صُحفُهم على مستوى المسؤوليةِ والمِثالية، ويجِبُ على نساءِ المسلمين كذلك أن يتميزْنَ عن غيرِهن بالمحافظةِ على كرامتِهن وصيانتِهن ويتجنَّبْنَ الظهورَ بالمظاهرِ المُخِلَّةِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد