يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۢ بِزِينَةٖۖ وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرٞ لَّهُنَّۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [النور: 60]، ووجهُ الدلالةِ من هذه الآيةِ على وجوبِ
تَحجُّبِ النساءِ وهو سترُ الوجهِ وجميعِ البدنِ عن الرجالِ غيرِ المحارمِ أنَّ
اللهَ سبحانه رفعَ الجُناحَ عن القواعدِ اللاتي لا يَرجُون نكاحًا وهن العَجائزُ
إذا كُن غيرَ متبرجاتٍ بزينة، فعُلِم بذلك أنَّ الشاباتِ يجِبُ عليهن الحجابُ
وعليهن جُناحٌ في تركِه، وهكذا العجائزُ المتبرجاتُ بالزينةِ عليهن أن يحتجبْنَ
لأنهن فتنة، ثم إنه سبحانه أخبرَ في آخِرِ الآيةِ أنَّ استعفافَ القواعدِ غيرِ
المتبرجاتِ خيرٌ لهن، وما ذاك إلاَّ لكونِه أبعدَ لهن عن الفتنة.
وقد ثبتَ عن عائشةَ
وأختها أسماء رضي الله عنهما ما يدُلُّ على وجوبِ سترِ المرأةِ وجهَها عن غيرِ
المحارمِ ولو كانت في حالِ الإحرامِ كما ثبتَ عن عائشةَ رضي الله عنها في
الصَّحيحين ما يدُلُّ على أنَّ كشفَ الوجهِ للمرأةِ كان في أوَّلِ الإسلامِ ثم
نُسِخ بآيةِ الحجاب. وبذلك تعلَمُ أنَّ أمرَ الحجابِ للمرأةِ أمرٌ قديمٌ من عهدِ
النبيِّ صلى الله عليه وسلم قد فرَضَه اللهُ سبحانه. انتهى.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوران
عضو هيئة كبار العلماء
29/7/1427هـ
***
الصفحة 8 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد