ثم قال الشيخُ
العباسي: «والمسألةُ التي نحن بصددِها ليس فيها نصُّ حاظِر -يعني: لكشف وجه
المرأة- » وهذا جحودٌ منه لأدلةِ المخالفين له في المسألة، وإذا غطَّتِ المرأةُ
وجهَها فلا أحدَ يقولُ إنَّها فعلتْ أمرًا مَحظورًا، بينما إذا كشفَتْه عند
الرجالِ غيرِ المحارمِ، فكثيرٌ من العلماءِ يقولُ إنَّها فعلت مَحظورًا ومُنكَرًا
وما أُحِبُّ أن يطُولَ الجدالُ بيني وبينَك أيُّها الشيخُ الفاضلُ في هذه المسألة،
فأنت لا ترُدُّ الناسَ فيها عن مُنكَرٍ ولا آتي أنا وأنت بجديدٍ فيها فلنُغلقْ
بابَ الجدالِ فيها، ولو أنَّ الدعوةَ إلى السُّفورِ جاءت من دُعاةِ التَّغريبِ
وحدَهم لهَانَ الأمر، ولكنَّ الغريبَ أن تأتي تلك الدعوةُ من جهةِ بعضِ العلماءِ
الذين يُفترَضُ فيهم الحرصُ على صيانةِ المرأةِ المسلمةِ وسد وسائل الفتنةِ التي
يبُثُّها اليومَ أعداءُ الأُمةِ معتمدين على الشُّبُهاتِ واستثمارِ خلافِ العلماءِ
لصالحِهم.
فأرجو من الشيخِ
العباسي - حفظه الله - ومن إخوانِه أن ينتبهوا لدسائسِهم ومَكرِهم ويكونوا سدًّا
منيعًا في وجوهِهم، وأسألُ اللهَ لنا جميعًا التوفيقَ لمعرفةِ الحقِّ والعملِ به.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوران
عضو هيئة كبار العلماء
27/7/1427هـ
*****
الصفحة 4 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد