ثانيًا: لستُ وحدي من قال
بهذا القولِ الذي تعجَّبَ منه واعتبرَه وقوفًا عند حروفِ الألفاظ.
7- يا شخ محمد -حفظك
الله- أنت تعلمُ أنَّ في حجابِ المرأةِ صيانةً لها وحمايةً لها من أذى الفُسَّاقِ
والذين في قلوبِهم مرضٌ كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن
يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ﴾ [الأحزاب: 59] وتعلم أيضًا أن في الحجابِ طهارةٌ لقلوبِ
الرجالِ والنساءِ قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسَۡٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ [الأحزاب: 53]، فلماذا تدعو إلى تركِه وتنضمُ إلى صفوفِ الذين يدعُون إلى
تغريبِ المرأةِ المسلمة - شعرت أو لم تشعر - وإن كنتم تزعمون هذا من بيانِ العلمِ،
فالعلمُ يجبُ كتمانُه للمصلحةِ في هذه الظروف، وأنتَ تعلمُ أيضًا أنَّ العلماءَ
الذين قالوا بجوازِ كشفِ وجهِ المرأةِ عندَ غيرِ محارمِها يقولون: إذا خشيَتِ
الفتنةَ وجَبَ عليها سترُه دَرءًا للفتنةِ كما هي القاعدة في سَدِّ الذرائع؛ ولذلك
رخَّصَ للقواعدِ من النساءِ بوضعِ ثيابِهن لأمْنِ الفتنةِ منهن وبهن، وحتى في هذه
الحالةِ قال الله: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ
خَيْرٌ لَهُنَّ﴾ [النور: 60]، فلماذا لا تُراعي هذه المعاني الساميةَ في
الحجابِ وتنادي بتركِه.
أسالُ اللهَ لي ولك التوفيقَ لمعرفةِ الحقِّ والعملِ به.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمد
كتبَه
صالح بن فوزان الفوزان
8/8/1427هـ
*****
الصفحة 5 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد