الرَّدُّ على
العُبيسان
فيما كرَّره من
الخطأ في الحجاب
قرأتُ ما كتبَه
الحُميدي العُبيسان في جريدةِ الوطن المنشور في يوم 12/ 7/ 1427هـ بعنوان: «ردًّا
على الشيخِ الفوزان». ثم قال في نفسِ العنوان: «ولم أطرَحْ إلاَّ كلامَ الصحابةِ
والعلماء». فهو ما زال يُردِّدُ ما قاله في الأولِ من أقوالِ بعضِ العلماءِ الذين
يَروْن أنَّ وجهَ المرأةِ ليس بعورةٍ يجِبُ عليها سترُه، وأنا لم أُنْكِرْ أنَّ
هناك أقوالاً من هذا القَبيل، وإذا كان العُبيسان ذكَرَ هذه الأقوالَ فعندنا
أقوالٌ أكثرُ منها لعلماءَ آخرين ترى أنَّ وجهَ المرأةِ عورةً يجِبُ سترَها من
مختلفِ المذاهب، وقد قام بعضُ إخوانِنا من المشايخ بجمعِها في مقالٍ له لعله
يُنشَر قريبًا. ولكن العبرةُ يا أخ العبيسان ليست بالأقوالِ المُجرَّدةِ
والمختلفةِ وليس بعضُها حُجَّةً على بعض، وإنَّما العبرةُ بما يقومُ عليه الدليلُ
من الكتابِ والسُّنة. قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59]،
وأنتَ لم تذكُرْ دليلاً واحدًا وإنَّما تُردِّدُ بعضَ أقوالِ العلماءِ وتتركُ
الأقوالَ الأخرى، وقد قال الإمامُ ابنُ القيِّمِ رحمه الله:
العلمُ قال اللهُ
قال رسولُه *** قال الصحابةُ هم أولوا العرفان
ما العلمُ نصبُكَ
للخلافِ سفاهة *** بين النصوصِ وبينَ رأي فلان
وقولُ الصحابةِ إنَّما يُحتَجُّ به إذا لم يوجدْ نصٌّ من الكتابِ والسُّنةِ على المسألة، فكيفَ بأقوالِ غيرِهم، ويُشترَطُ للاستدلالِ بقولِ الصحابي أيضًا أن لا يُخالِفَ صحابيٌّ آخر، وقولُ ابنِ عباس الذي استدلَلْتَ به وردَدْتَه خالفه فيه ابنُ مسعودٍ حيثُ يرى أنَّ الزينةََ الظاهرةَ المذكورةَ في قولِه تعالى:
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد