ونقولُ لهذا الكاتب: ما زالَ عصرُ
الإسلامِ هو عصرُ الأنوارِ منذُ بعثَ اللهُ به رسولَه محمدًا لا عصرُ جاليليو
وماجلان، قال تعالى: ﴿الٓرۚ
كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى
ٱلنُّورِ﴾ [إبراهيم: 1]. ﴿قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ﴾
[المائدة: 15]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ
جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا﴾ [النساء: 174] وهذه البلادُ هي بلادُ الحرمين الشريفين ومهبِطُ ذلك النور،
ومنها بُعِثَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم إلى الناسِ كافةً يحمِلُ هذا النورَ
ويدعو إليه، وما زالتْ هذه البلادُ تعيشُ في هذا النورِ وهو سببُ تَميُّزِها بينَ
أممِ الأرضِ بما تعيشُه من نعمةٍ واستقرار، ومَلِيكُنا خادمُ الحرمين - حفِظه الله
- يقولُ في خطابِ البيعةِ الذي يعيدُه في كلِّ مُناسَبة: «القرآنُ دستوري والإسلامُ
منهجي»، ويقولُ في مقابلاتِه: اثنتان لا مُسَاومةَ عليهما ولا تنازُلَ عنهما ولا
تَهاونَ بشأنِهما: «الدِّين والوطن» وهو - حفِظه الله - حينما يأمُرُ بفَتحِ هذه
الجامعةِ، يريدُ منها أنْ تكونَ عونًا بإذنِ اللهِ للمحافظةِ على هذا الدِّينِ
وحمايةً لهذا الوطنِ؛ عملاً بقولِ اللهِ تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ
وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ
يَعۡلَمُهُمۡۚ﴾ [الأنفال: 60] ولا تَنَافي بينَ التَّمسُّكِ بالدِّينِ والأخذِ بما جَدَّ
من وسائلِ التقدمِ، ودينُنا يأمرُنا بذلك.
قال الكاتبُ في
مطلَعِ مقالتِه: «تحتفلُ بلادُنا هذه الأيام بواحدةٍ من أعظمِ أيامِها يومَ دخلتْ فيه
السعوديةُ عصرًا جديدًا عندما أدارَتْ ظهرَها بالكاملِ نحوَ المستقبل».
نقولُ له: إنَّ السُّعوديةَ
لم ولن تتركَ ماضيها الذي قامتْ عليه منذُ تأسيسِها المَبني على التَّمسُّكِ
بالعقيدةِ الصحيحةِ وتَحْكيمِ الشريعةِ ممَّا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد