نالَتْ به منزلةً مُتميزةً بينَ شعوبِ الأرضِ لن
تُديرَ ظهرَها لماضيها ولنْ تهملَ الأخذَ بالأسبابِ المفيدةِ والتِّقنيةِ النافعةِ
التي تَبْني بها مستقبلاً سعيدًا بإذنِ اللهِ عملاً بقولِ اللهِ تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم
مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفال: 60]
وعملاً بقولِه تعالى: ﴿وَخُذُواْ حِذۡرَكُمۡۗ﴾ [النساء: 102] فهي
لا تُفرِّطُ بماضيها ولا تُضيِّعُ مُستقبَلها، ولا تضَاد بينَ الماضي المجيدِ
والمستقبلِ السعيد، وإن كان الكاتبُ - هداه الله - توَهَّم أنَّ بينهما تضادًا حينما
قال: «إنَّ الحوارَ والنقدَ أزالا الاحتقانَ والتوترَ وأزالَ البُطولاتِ -كذا-
الزائفةَ وعَنْترياتِ الماضي التليد». هكذا هذا الكاتب: يتَنكَّرُ للماضي
ويصِفُه بالزَّيفِ والعنتريات ويَصُبُّ كلُّ مدحٍ وثناءٍ على المستقبلِ في حينِ
أنه يعلمُ أنَّ مَن لا ماضي له فليس له مستقبل.
ثم قال الكاتب: «فالشعبُ السُّعودي
لم يعُدْ نَهبًا للأوهامِ والمشروعاتِ الغيبية»، وهذا كلامٌ غامضٌ ويظهرُ لي أنه
يقصِدُ أنَّ الشعبَ السُّعودي فيما مضَى من حياتِه يؤمنُ بالأوهام؛ لأنَّه يؤمنُ
بالغيبِ الذي أخبَرَ اللهُ ورسولُه عنه، وإن كان لكلامِه معنى غير هذا
فلْيُوَضِّحْه، وأما حَثُّ الكاتبِ للذين يتولَّون التعليمَ في هذه الجامعةِ أن
يُبيِّنوا المعنى الصحيحَ للعالِم وذلك بقولِه: «فهذه الجامعةُ يجِبُ أن
يكونَ أهمُّ أهدافِها إعادةَ تعريفِ كلمةِ «عالم» في ذهنِ الإنسانِ السعودي، يجِبُ
ربطُ كلمةِ «عالم» في ثقافةِ المجتمعِ بالإنسانِ الذي يتعاملُ مع المستقبلِ ومع
الطبيعةِ كما خلَقَها اللهُ لا الذي يَجتَرُّ الماضي ويركَبُ أوهامَه على الطبيعة».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد