وأقولُ له: إنَّ العالمَ بالمعنى
الصحيحِ هو الذي يعلمُ مصالحَ الدُّنيا والدِّين، وأهلُ العلمِ الذين أثنى اللهُ
عليهم هم أولئك الذين وصَفَهم النبيُّ بأنَّهم ورثةُ الأنبياءِ كما قال في حقِّهم
صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([1])، وأمَّا علماءُ
الدنيا فقط فقدْ نفَى اللهُ عنهم العلمَ بقولِه: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ
ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٦ يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ﴾ [الروم:6، 7].
وأنصحُ الكاتبَ عبدَ
اللهِ بن بخيت: ألاَّ يغمَطَ الناسَ حقوقَهم وأنْ يُنزِلَ الناسَ منازلَهم، وأن لا يفتحَ
على نفسِه بابًا للذَّمِّ فقد قال الشاعر:
ومَنْ دَعَا الناسَ
إلى ذمِّه *** ذمُّوه بالحَقِّ والبَاطل
والعِلمُ الشرعيُّ
يُوجِّهُ استخدامَ العلمِ التِّقَني نحوَ المفيدِ وبدونِه يكونُ التِّقَني
مُدمِّرًا كما هو مُشَاهَد.
هذا وأسألُ اللهَ لي
وله ولجميعِ المسلمين التوفيقَ لمعرفةِ الحَقِّ والعملِ به.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
1/ 7/ 1427هـ
*****
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3641)، وابن ماجه رقم (223)، وأحمد رقم (21715).
الصفحة 4 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد