4- قولُه: «إنَّ
لغةَ الشيخِ لا تشيرُ حتى الآن إلى أنَّ هناك اعترافًا بالفكرِ الآخَرِ ولو
ضِمْنًا. وللشيخِ عذرُه في هذا فهو ينطلقُ من منهجٍ اعتادَ على مَدى قُرونٍ أن
يرسلَ فكرَه ومعارفَه في اتجاهٍ واحدٍ وعلى الطرفِ المُتَلقِّي الإصغاءُ جيدًا
والتنفيذُ الفَوري، لكنَّ ثقافةَ الحُوارِ والاعترافِ بالآخَرِ لا تَنْبتُ في
يومينِ أو ثلاثة... إلخ».
وأقولُ له: أنا لا أنطلِقُ من
فكرٍ مُجرَّدٍ وإنَّما أنطلِقُ من أدلةٍ قُرآنيةٍ وأحاديثَ نبويةٍ سارتْ عليها
الأمةُ طُوالَ تاريخِها المجيدِ المُمتدِّ، لا تحيدُ عنه فإذا ذكرْتُ لكَ أو لأيِّ
مُخالِفٍ الدليلَ من الكِتابِ والسُّنةِ أو ذكرْتُ لي أنتَ أو أي مخالفٍ هذا
الدليلَ وجَبَ على الجميعِ ممَّن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ أن يتَّبِعَه
ولا تجوزُ له مخالفتُه لأنَّ اللهَ فرَضَ علينا طاعتَه وطاعةَ رسولِه لا طاعةَ
الأفكارِ والأقوالِ المخالفة. قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36] فمن يلغي هذا ويعتبرُه من الماضي الذي يُدَارُ عنه الظَّهر.
بل يعتبر الماضي المَبني على الكِتابِ والسُّنةِ وسيرةِ الصحابةِ والأئمةِ ظلمات
فما حيلتُنا فيه إلاَّ أننا نسألُ اللهَ لنا وله الهدايةَ لمعرفةِ الحقِّ والعملِ
به.
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
*****
الصفحة 3 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد