لأنَّه إذا زالَ
السببُ زال المُسبِّب، أمَّا أن يُحاولوا جمعَ المسلمين على خِلافِ التضادِ بينهم
فهذا لا يمكنُ وهو كما قال:
إذا ما الجُرح رُمَّ
على فساد *** تبيَّن فيه إهمالُ الطبيب
وشرٌّ مِن هؤلاء من
ينادونَ بنبذِ الإسلامِ عقيدةً وشريعةً والإبقاءِ على اسمِه فقط والرجوعِ
بالمسلمين إلى أخْذِ ما عليه الكفارُ من الكفرِ والإلحادِ بحُجَّةِ الحريةِ في
الرأي، وهؤلاء في الحقيقةِ يريدون الرجوعَ بالناسِ إلى أمرِ الجاهليةِ التي كان
عليها الناسُ قبلَ الإسلام، وهم ينفذون رغبةَ الكفارِ الذين قال اللهُ تعالى فيهم: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ
ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى
ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي
جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120].
هذه كلماتٌ أحببْتُ
إبداءَها لعلَّها تكونُ إضاءَاتٍ في الطريقِ إلى التمسكِ بالإسلامِ عقيدةً وشريعةً
وأخلاقًا حتى تعودَ لنا عزتُنا، فنحن كما قال عمرُ رضي الله عنه: «نَحْنُ
أُمَّةٌ أَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِْسْلاَمِ، فَمَهْمَا ابْتَغَينَا الْعِزَّةَ
بِغَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ» ([1])، وكما قال الإمامُ
مالكٍ رحمه الله: «لا يُصلِحُ آخِرَ هذه الأمةِ إلاَّ ما أصلحَ أولَها».
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
12/ 4/ 1427هـ
*****
([1])أخرجه: الحاكم رقم (4481)، وأبو داود في الزهد رقم (66).
الصفحة 3 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد