ثم ألستَ تقولُ يا
أستاذ في أوَّلِ كلامِك أنَّك ترى حُرمةَ الطوافِ بالقُبور، فلماذا تُورِدُ هذا
التساؤلَ البارد.
وقولك: «هل يُمتَنعُ أنْ
يَخلقَ اللهُ للأمواتِ قدراتٌ كما خلقَ للأحياءِ قدرات؟».
نقولُ عنه: لا يمتنعُ على
اللهِ شيءٌ فهو لا يعجِزُه شيء، ولكنَّه سبحانه أخبَرَ أنَّ الأمواتَ لا يقدِرُون
على شيء، وأنَّه لا يخلُقُ لهم قُدراتٍ قال تعالى: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا
ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ﴾ [فاطر: 14] وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ٢٠ أَمۡوَٰتٌ
غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ﴾ [النحل: 20، 21].
5- اعترَضَ الأستاذُ
محمدٌ على بياني لقولِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ رحمه الله في بدعةِ إحياءِ
المولدِ النبوي حيثُ قال الشيخُ رحمه الله فيمَن يُقيمون هذا الاحتفالَ بدافِعِ
محبَّتِهم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «واللهُ قد يُثيبُهم على هذه المحبةِ
والاجتهادِ لا على البدعة» هذا نصُّ كلامِه، وقد اعترضَ الأستاذُ فقال: «وأصعبُ
ما في كلامِ الشيخ - يعنيني - تفسيره لكلامِ الإمامِ ابنِ تيميةَ في اقتضاءِ
الصراطِ المستقيم: «ففِعلُ المَولدِ قد يفعلُه بعضُ الناسِ ويكونُ له فيه أجرٌ
عظيم»».
أقولُ: قطَعَ الأستاذُ
كلامَ الشيخِ وتمامَه كما في الكتابِ المذكور: «ويكونُ له فيه أجرٌ عظيمٌ لحُسْنِ
قصدِه وتعظيمِه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم كما قدَّمْته لك».
أقول: ليس هذا تفسيرًا من
عندي يا أستاذ، وإنَّما هو نصُّ كلامِ الشيخِ لكنَّك تجاهلْتَه أو لم تقرأْه.
فلذلك وقعْتَ فيما وقعْتَ فيه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد