﴿وَمَا تُخْفِي
صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ [آل عمران: 118]
الحمدُ لله،
والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى جميعِ الأنبياءِ والمرسلين، وأتباعِهم
بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين، وبعد:
فقد حصَلَ في هذه
الأيامِ سَبٌّ عَلَني لرسولِ الله، نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم من بعضِ
الكَفرةِ ونُشِر ذلك في صُحُفِهم، وقبلَ ذلك بيسيرٍ حصَلَ منهم امتهانٌ للقرآن
الكريم، وليس ذلك بغريبٍ منهم، فالشيءُ من معدنِه لا يَستغرِب، فما زالوا منذُ أن
بعثَ اللهُ رسولَه محمدًا صلى الله عليه وسلم يَستهزؤون به ويحاولون القضاءَ على
دينِه ودعوتِه بشتى الوسائل ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى
ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32].
والحمدُ للهِ قد أَتمَّ نورَه وأظهرَ دينَه، ونصَر رسولَه، ودحَر الكُفرَ وأهلَه، وما كُنَّا ننتظرُ من هؤلاء إلاَّ العداوةَ والبغضاءَ ومحاولةَ القضاءِ على الإسلامِ وأهلِه. قال تعالى: ﴿إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ﴾ [الممتحنة: 2]، وقال تعالى: ﴿قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ﴾ [آل عمران: 118]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ﴾ [البقرة 217] والآياتُ في هذا كثيرة، وقد حذَّرَنا اللهُ منهم ومن الانخداعِ بمكرِهم وتَظَاهُرِهم لنا بالمودةِ والصَّداقة، وإن كان أباح لنا التعاملَ معهم فيما أباحَ اللهُ وأباحَ لنا عقدَ المُعاهَداتِ معهم وعقدَ المُصَالحةِ معهم إذا كان ذلك في مصلحةِ المسلمين، وأمَرَنا بالوفاءِ معَهم بالعهودِ وبِرِّ المُحسنِ إلينا منهم والعدلِ في التعاملِ معهم مع بُغضِهم في القلوبِ وبُغضِ ما هُم عليه من الكُفرِ مع دعوتِهم إلى الإسلامِ والحرصِ على
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد