هدايتِهم عكس ما
يُنادي به البعضُ الآن من عقدِ المُؤاخاةِ معهَم وغَضِّ النظرِ عن كفرِهم، وأن
تكونَ الرابطةُ بيننا وبينهم هي رابطةُ الإنسانيةِ لا رابطةَ الدِّينِ تحتَ
مِظَلة: «نحنُ والآخر» دونَ نظرٍ إلى فارِقِ الإسلامِ والكفر.
هذا ولا نَنْسى أنَّ
هناك أقوامًا من جِلدتِنا ويتكلمون بألسنتِنا يصِفُون التَّمسكَ بشريعتِنا بأنَّه
تخلُّفٌ وغُلُوٌّ ورَجْعية، فهؤلاء لا يقِلُّ خطرُهم عن خطَرِ الكفارِ بل قد يكونُ
خطرُهم على الإسلامِ والمسلمين أشد؛ لأنَّهم من جِلدتِنا ويتكلمون بألسنتِنا،
فالواجِبُ على المسلمين التنبُّهُ لأنفسِهم من العدوِّ الخَارجي والعدوِّ الداخلي،
وأن لا يغفُلوا عن المَكائدِ التي تُحاكُ ضِدهم ولا يَثِقوا بعدوِّهم مَهما أظهرَ
لهم من المودةِ والنُّصح ﴿وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ﴾ [آل عمران: 119].
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحْبِه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
25/ 12/ 1426هـ
*****
الصفحة 2 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد