لا تغمِطوا علماءَ المسلمين
حقَّهم
الحمدُ للهِ الذي
رفعَ من شأنِ العلمِ والعلماء، وجعلَهم ورثةَ الأنبياء، وأخبرَ أنَّهم أهلُ خشيته،
وأنَّهم المُبيِّنون لشرعِه، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ القائل: «فَضْلُ
الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ»
([1])، وبعد:
فإنَّ اللهَ سبحانه نفَى التسويةَ بين العلماءِ والجُهَّال، وبيْنَ أهلِ الهدايةِ وأهلِ الضَّلال، فقال سبحانه: ﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ﴾ [الزمر: 9]، وقال سبحانه: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم﴾ [محمد: 14]، وفضْلُ العلماءِ واضحٌ لا يحتاجُ منا إلى بيانٍ بعدما بيَّنه اللهُ ورسولُه، ولكن لما حَصَل في هذه الأيامِ من بعضِ الكُتَّابِ -هداهم الله- جفاءٌ في حقِّ علماءِ الأمةِ ولمْزٌ لهم في كلماتٍ تُنشَرُ في بعضِ الصحفِ بينَ حينٍ وآخَر؛ لا لشيءٍ إلاَّ لأنَّ العلماءَ قاموا بما أوجبَ اللهُ عليهم وأخَذَ عليهم الميثاقَ بشأنِه من بيانِ الحَقِّ وعدمِ كتمانِه فردُّوا على دُعاةِ الضَّلالِ وأصحابِ الأفكارِ المُنحرِفة، كما ردَّ اللهُ سبحانه في كتابِه ورسولِه صلى الله عليه وسلم في سنتِه على الكفارِ والمشركين والمنافقين بكشْفِ شُبهِهم ورَدَّ زيغَهم في آياتٍ وأحاديثَ كثيرةٍ من كتابِ اللهِ وسنةِ رسولِه لا تخْفَى على من يريدُ الحَق.
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد