فهؤلاء الكُتَّابُ
تَجَرؤوا على حُرمةِ العلماءِ وفيهم الأئمةُ الكِبارُ كالأئمةِ الأربعةِ وشيخِ
الإسلامِ ابنِ تيميةَ وابنِ القيِّم والشيخِ محمدٍ بنِ عبدِ الوهَّابِ والعلماءِ
المعاصرين الذين حمَلُوا الأمانةَ وقاموا بالمُهمة، فوضَّحُوا الحقَّ وردُّوا
الباطلَ ودافعوا عن العقيدةِ والشريعةِ كما هو واجبُهم، فغَارَ بعضُ هؤلاء
الكُتَّاب - هداهم الله - لهؤلاء المردودِ عليهم ودافعوا عن أفكارِهم واتَّهموا
العلماءَ بسُوءِ الفَهمِ أو سُوءِ القصْدِ أو العَمَالةِ أو غيرِ ذلك من التُّهم
حتى وصَل الأمرُ ببعضِهم إلى أن اتَّهم بعضَ العلماءِ في أعراضِهم، كما نُشِر في
صحيفةِ الرياض العدد (13630) تاريخ 15/ 9/ 1426هـ، إننا ندعو هؤلاء الكُتَّاب إلى
أن يثوبوا إلى رشدِهم ولا يَستجرينهم الشيطانُ أو يتأثروا بالدعاياتِ المُضلِّلة
ضد الإسلامِ وأهلِه؛ لأنَّ المفترضَ فيهم -وهم أبناء المسلمين- أن يدافعوا عن
دينِهم وعقيدتِهم ولا ينحازوا مع عدوِّهم الذي لا يُريدُ لهم إلاَّ الهلاك،
وليعلموا أن لحومَ العلماءِ مَسْمومة، وسُنةُ اللهِ فَيمَن تنقَّصَهم معلومة، قال
اللهُ تعالى فيمن قالوا: ما رأيْنا مثل قُرائنا هؤلاء أرْغبُ بطونًا وأكذبُ
ألسُنًا وأجبن عند اللقاء، يعنون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه، فقال
اللهُ تعالى فيهم: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ
وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا
تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ﴾ [التوبة: 65- 66]،
وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ
لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ
وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: 79]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
يَضۡحَكُونَ ٢٩ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ﴾ [المطففين: 29- 30]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد