×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

 يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا ٩٨ فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا [النساء: 97- 99] وقال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24].

ولذلك خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكةَ مهاجرًا إلى المدينةِ وهي أحبُّ البِقاعِ إليه، وهاجَر إبراهيمُ عليه السلام من أرضِ العراقِ التي هي موطنُه الأصلي إلى أرضِ الشامِ ومكة ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيٓۖ [العنكبوت: 26].

2- وأما تحيةُ العلَم، فالتحيةُ تأتي بمعنى التعظيم ولا تكونُ تحيةُ التعظيم إلاَّ للهِ كما نقولُ في تشهُّدِنا في الصلوات: «(التحيات لله») أي: جميعُ التعظيماتِ للهِ سبحانه مِلكًا واستحقاقًا فهي تحيةُ تعظيمٍ وليست تحيةَ سلام، فاللهُ يُحَيَّا ولا يُسَلَّم عليه، وتأتي التحيةُ بمعنى السلامِ الذي ليس فيه تعظيمٌ وهذه مشروعةٌ بين المسلمين قال تعالى: ﴿فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ [النور: 61]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ [النساء: 86]، وقال تعالى عن أهلِ الجنة: ﴿تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ [إبراهيم: 23]، وقال تعالى: ﴿تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ [الأحزاب: 44]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» ([1])، فالسلامُ إنما يكونُ بين المسلمين ولا يكونُ السلامُ على الجماداتِ والخِرق ونحوها؛ لأنه دعاء بالسلامةِ من الآفات، أو هو اسمٌ من أسماءِ اللهِ يدعو به المسلمُ لأخيه المسلمِ عليه لينالَه من خيراتِه وبركاته.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (54).