×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الكتابَ في المسجدِ الحرامِ وفي الأسواقِ ويقول: إنه بدعةٌ لا تجوزُ القراءةُ فيه».

ونقولُ للكاتبِ: هذا الكتابُ الذي ذكرتَه فيه صيغُ صلواتٍ مبتدعَة وقد علَّمَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم كيفَ نصلي عليه فقال: قولوا اللهُم صل على محمد كما صليتَ على إبراهيم وآلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ وبارِك على محمدٍ وآلِ محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. وقد قال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا [الأحزاب: 56] فنقول: اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمد. ولسْنا بحاجةٍ إلى ما في كتابِ دليلِ الخيراتِ وما في غيرِه مما يُخالفُ ما جاء في الكِتابِ والسُّنةِ من صيغِ الصلاةِ على النبي.

قال الكاتب: «وكانتْ جدَّتي تسمعُ الغناءَ وتطرَب لداناتِ المطربة وتميلُ إلى الحدرى والمجرور والصَّهبة وتدمَعُ عينُها عندما تسمعُ الشحرورةَ تغني»، إلى آخِر ما ذكَر من أحوالِ جدَّتِه مع الغناءِ إلى أن قال: «لم تصادرْ ولمْ يُحرِّمْ عليها أحدٌ الغناءَ ويُسمعهم أنَّ اللهَ سيصُبُّ في آذانِهم براميلَ من رَصاص»، كذا قال.

ونقول للكاتب: «قولُك لم يحرِّمْ عليها أحدٌ الغناء»، نقول: بلى قد حرَّم اللهُ الغناءَ في القرآنِ الكريمِ وحرَّمه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في السُّنةِ المطهَّرةِ قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ [لقمان: 6] قال ابنُ كثير رحمه الله في تفسيرِه: «لما ذكَر اللهُ تعالى حالَ السعداءِ وهم الذين يهتدون بكتابِ اللهِ وينتفعون بسماعِه، عَطَف بذكرِ حالِ الأشقياءِ الذين أعرضوا عن الانتفاعِ بسماعِ كلامِ اللهِ وأقبلوا على استماعِ المزاميرِ والغناءِ بالألحانِ وآلاتِ الطرب. كما قالَ ابنُ مسعودٍ في قولِه تعالى:


الشرح