×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

 ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ [لقمان: 6] قال: هو واللهِ الغناء» انتَهى كلامُ ابنِ كثير.

وفي البخاري أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبرَ عن قومٍ يأتون في آخرِ الزمانِ يستحلُّون الحِرَّ والحريرَ والخمرَ والمعازفَ تعزف على رؤوسِهم القيناتُ يخسفُ اللهُ بهم الأرضَ عقوبةً لهم على صنيعِهم ([1]). وقال البغوي رحمه الله في تفسيرِه: «﴿يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ [لقمان: 6] أي: يستبدلُ ويختارُ الغناءَ والمزاميرَ والمعازفَ على القرآنِ قال أبو الصباء البكري: سألتُ ابنَ مسعودٍ عن هذه الآية فقال: هو الغناءُ واللهِ الذي لا له إلاَّ هو، يُردِّدها ثلاثَ مرات»، وذكَر البغوي مثلَ ذلك عن ابنِ عباسٍ والحسنِ وعِكرمةَ وسعيدٍ بن جبير قالوا: لهْو الحديثِ هو الغناءُ والآية نزلتْ فيه، وقولُ الكاتبِ ولم يُحرِّم أحدٌ عليها الغناءَ ويُسمعهم أنَّ اللهَ سيصُبُّ في آذانِهم براميلَ من رصاص. نقول: بل حرَّم اللهُ ورسولُه الغناءَ كما سبق. وأمَّا صَبُّ الرصاصِ في آذانِ المستمعين للغناءِ فقد جاءَ ذكرُه في حديث: «مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَيْنَةٍ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآْنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([2]) وكأن الكاتبَ يُنكرُ هذا الحديثَ أو لم يعلمْ به.

ثم قال الكاتبُ عن جدتِه: «كانت لديها آلةٌ صغيرةٌ تُسميها المِشفرة تحُفُّ بها الشعراتِ الزائدةَ في الحاجب، ولم يقلْ لها أحد: لعَنَ اللهُ النامصةَ والمتنمصة وعلِمَت بفطرتِها أنه قولٌ ضعيفٌ لابنِ مسعودٍ موقوفٌ عليه لا يرقَى إلى مرتبةِ المرفوع» هكذا قال الكاتبُ عن قولِه: «لَعَنَ اللهُ النَّامِصَةُ» إنه قولٌ ضعيفٌ وهذا يرُدُّه قولُ ابنِ كثيرٍ رحمه الله: «وفي الصحيحِ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5590).

([2])أخرجه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/263).