×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

عن ابنِ مسعود أنه قال: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ عز وجل » ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل » ([1])، يعني: قوله تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7] وفي سنن أبي داود عن ابنِ عباس: «لُعِنَتِ النَّامِصَةُ، وَالْمُتَنَمِّصَةُ» ([2])، وهذا له حكمُ الرفعِ كما هو معلومٌ أن قولَ الصحابي حرَّمَ كذا أو لعَن مَن فعل كذا في حكم المرفوع».

ثم قال الكاتبُ عن جدتِه: «كانت تحكي لنا قبلَ النومِ عن الصحابةِ وأخلاقِهم وكيفَ أنَّ سيدَنا عمر ندِم واستغفرَ عندما تسلَّق سورَ أحدِ المنازلِ ليكشِفَ المنكَر وأفهمَه أهلُ المنزلِ أنَّ ما فعله هو المنكَرُ، فللبيوتِ حُرُمات مصَانة».

وأقولُ للكاتب: أولاً: عليك أنْ تثبتَ هذه القصةَ ولا يكفي أن ترويها عن جدتِك ثانيًا: دخولُ البيوتِ لأجلِ إنكارِ المنكَرِ على قسمين:

القسم الأول: من كان ضررُ ذنبِه قاصرًا عليه، فهذا إذا استترَ لم يُفتَّش عليه.

والقسم الثاني: من كان ضررُ ذنبِه يتعدَّى إلى الناسِ مثل المُخرِّبين والمُفجِّرين وأصحابِ المخدراتِ ومصانعِ الخمورِ وبيوتِ الدعارةِ وغيرِهم. فأصحابُ هذه الجرائمِ لا بُدَّ من متابعتِهم والدخولِ إلى محلاتِهم لتلافي شرِّهم عن الناسِ وذلك لا يَتِمُّ إلاَّ بمهاجمتِهم في بيوتِهم وتسورها عليهم ولا حُرمةَ لبيوتِهم.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4886)، ومسلم رقم (2125).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4170).