ومن ذا الذي ترضى
سجاياه كلها *** كفى بالمَرءِ نُبلاً أنْ تُعَدَّ معايبُه
والذي لا يقعُ منه
خطأٌ هو الذي لا يعمل، ثم أينَ كانتْ هذه الألسنةُ وهذه الأقلامُ التي تتناولُ
جهازَ الهيئاتِ عندَ أيِّ خطأٍ يحصل، أينَ هم حينما يُعتدَى على رجالِ الهيئةِ
بالضربِ أو القتلِ فلا نَرى هؤلاء يقفون إلى جانبِ الهيئةِ ويُنصِفون المظلومَ
وإنَّما يقِفون إلى جانبِ الظالمِ دائمًا، إن ما صرَّحَ به سمُوُّ الأميرِ نايف
حفِظه اللهُ هو عينُ العدلِ والإِنصاف، ونسألُ اللهَ أنْ يكتبَ ذلك له في موازينِ
حسناتِه يومَ يلقاه. أمَّا هؤلاء الكُتَّاب والمُتكلِّمون في حقِّ الهيئاتِ عند
أدنى زلَّةٍ أو شائعةٍ مُغرضةٍ دونَ تثبُّتٍ فيصْدُق عليهم قولُ الشاعر:
إن يسمعوا زلةً
طارُوا بها فرحًا *** وما سمِعوا من صالحٍ دفنَوا
قول الآخر:
وعينُ الرِّضا عن
كلِّ عيبٍ كليلة *** كما أنَّ عينَ السُّخطِ تُبدي المساويا
إن هؤلاء ينسون أو
يدفنون إيجابياتِ الهيئاتِ الكثيرةِ وما يتحقَّق على يديها من مصالحِ المجتمعِ
وينشرون الزَّلةَ اليسيرةَ أو الشائعةَ المُتوهَّمَة لهَوى في نفوسِهم.
ولكن يا رجالَ
الهيئاتِ عليكم بالصبرِ والاحتسابِ واللهُ مع الصابرين، كما ذكَر اللهُ سبحانه عن
لقمانَ أنه قال لابنِه وهو يعظُه: ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ
ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ
ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان: 17].
وقال تعالى: بسمِ اللهِ
الرحمن الرحيم ﴿وَٱلۡعَصۡرِ
١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر: 1- 3].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد