لا تعلموهم التمرد
على مربيهم
إنَّ المُطَّلعَ
والمتأملَ لما يدورُ في وسائلِ الإعلامِ من هجومٍ على الوالدين وعلى وُلاةِ
النساءِ وأزواجهن وعلى المُدرِّسين من قِبلِ أناسٍ يَزعمون أنَّهم يُوجِّهون
المُجتمعَ ليجدَ المطلع أن ما يدورُ في تلك الوسائلِ من محاوراتٍ حادةٍ غالبها
تُحرِّضُ على من ولاَّهم اللهُ سبحانه شؤونَ مَن تحت أيديهم. مِمَّا أدَّى إلى
نتائجَ وخيمة من كثرةِ العقوقِ للوالدين وخروجِ المرأةِ عن قوامةِ ولِيِّها
وزوجِها وحقدِ الطلابِ على مُدرِّسيهم مِمَّا أدَّى إلى اعتدائِهم على مدرسيهم
بالضربِ أو القتلِ أو احتقارِهم وعدم الاستفادةِ منهم على الأقل.
أنا لا أقول: إن هؤلاء المُربين
من الوالدين وغيرِهم ليس لهم أخطاء فالخطأُ من طبيعةِ الإنسانِ إلاَّ مَن رحِمَ
اللهُ «كلهم خطاءون» ولكن ليس العلاجُ بهذه الطريقةِ التي تُعطى أنَّ هؤلاء
مُجرمون تشهر وتضخم أخطاء البعض منهم وتحمل على الجميع.
وإنَّما يخصُّ المُخطِئ منهم بالعلاجِ المناسبِ من غيرِ تشهيرٍ وإسرافٍ في اللومِ والعِتاب. نعَم يَحسُن حثُّ الجميعِ على الرِّفقِ والنصح لمن تحتَ أيديهم فقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم للوالدين: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم لمن يتولَّون تزويجَ النساء: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ وَأَمَانَتَهُ فَزَوِّجُوهُ، إلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ» ([2])،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).
الصفحة 1 / 463
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد