×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثالث

الإخْلاصُ في العبادةِ

الإخلاصُ مَعْناه: تَنْقِيَةُ الشَّيءِ مِن أن يَشُوبَهُ غيْرُهُ.

والعبادةُ: مأخوذةٌ مِنَ التَّعبُّدِ، وهو التَّذلّلُ.

وتعريفُها شرعًا: أنها كمالُ الحُبِّ مع كمالِ الذُّلِّ.

فمَن أحبَّ شيئًا، ولم يَذِلَّ له لم يكُنْ عابدًا لَهُ، كمحبةِ الإنسانِ لِوَالديْهِ وأولادِه وزوجتِه وأصدقائِه.

ومَنْ ذلَّ لشيءٍ، ولم يُحِبَّهُ لم يكنْ عابدًا له، كَذُلِّ الإنسانِ لِمَن هو أقوى مِنه مِنَ الجبابرةِ والطُّغَاةِ.

والتّعريفُ الشّاملُ للعبادة أنها: اسمٌ جامعٌ لِكُلِّ ما يُحِبُّهُ اللهُ، ويرضَاهُ مِن الأعمالِ والأقوالِ الظَّاهِرَة والباطِنَة.

ويُشترَطُ لِصِحَّةِ العبادةِ شرطانِ:

الشَّرط الأوَّل: أن تكونَ خالِصَةً لوجهِ الله، ليس فيها شِرْكٌ أكْبَرُ ولا أصْغَرُ، كما قال تعالى: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ [البينة: 5].

الشرط الثاني: أن تكونَ مُوافِقةً لما شرَعهُ اللهُ خاليةً مِنَ البِدَع والمُحْدَثات، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).