بالله، بعضهم لا يتحاشى من الكلام المحرم فيغتاب الناس بالغيبة والنميمة أو يسب ويشتم ويتكلم على الناس ويتعدي عليهم بلسانه وبذاءته، أين الصيام؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ -يعني: سترة- فَإِذَا كَانَ صَوْمِ يَوْمُ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ» ([1])، فيمسك لسانه حتى لو استثاره أحد وتكلم عليه فإنه لا يرد عليه بالمثل بل يقول: إني صائم. يعني ولولا الصيام لأجبتك، فهذا دليل على أن الصائم يمسك لسانه حتى عن الرد على من اعتدى عليه بالكلام، فاتقوا الله عباد الله، وكذلك قد يصوم الإنسان عن الطعام والشراب لكنه لا يصوم عن استماع الأغاني والمزامير والملهيات واستماع الغيبة والنميمة وقول الزور والكلام الذي لا فائدة فيه لا يصون سمعه عن ذلك، الله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء: 36] فعلى المسلم أن يصون سمعه وبصره ولسانه عما حرم الله في سائر عمره وفي جميع الأيام ولكن في صيام رمضان أشد، لأن هذا يؤثر على صيامه فقد لا يبقى له أجر من صيامه لأنه أفسده إفسادًا معنويًا بهذه الأمور التي لا تتناسب مع الصائم «لاَ يَرْفُثْ» يعني لا يتكلم بالشهوات وما يجر إلى الشهوة يتجنب هذا «وَلاَ يَصْخَبْ» لا يرفع صوته بالسباب والشتم وغير ذلك «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ» يعني تطاول عليه أحد «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ»، يعني لا يرد عليه ولا يستثيره هذا الشخص بل يحافظ على صيامه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد