×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من قال لا إله إلا الله فإنه يجب الكف عنه، ويقبل إسلامه حتى يتبين منه ما يناقض لا إله إلا الله، فحينئذ يحكم عليه بالردة فإذا قال لا إله إلا الله فقد عصم دمه وماله، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ، حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بحَقّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ([1])، فنحن نقبل ظواهرهم ما لم يتبين منهم ما يناقض لا إله إلا الله من الشرك الأكبر، وعبادة غير الله، فحينئذ نحكم عليهم بالردة ونعاملهم معاملة المرتدين، ولهذا كان أسامة بن زيد رضي الله عنه في غزوة فلحقوا بالمشركين وطلبوا واحدًا منهم هرب، طلبه أسامة ورجل من الأنصار ليقتلوه فلما تمكنوا منه قال الرجل: لا إله إلا الله، فأمسك عنه الأنصاري وقتله أسامة بن زيد رضي الله عنه، فلما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب على أسامة وكان صلى الله عليه وسلم من الأميين والمراد بالأميين العرب لأنهم كانوا لا يقرؤون ولا يكتبون قبل بعثته صلى الله عليه وسلم تفشت فيهم الأمية فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم صاروا أعلم الناس وأقرأ الناس، صاروا سادةً في العلم ولهذا قال جل وعلا: ﴿يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ [الجمعة: 2]، أي: القرآن


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1335)، ومسلم رقم (20).