×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 في شكر الله على نعمة المطر

الجمعة 10/11/1427

الحمد لله على فضله وإحسانه، تكفل لمن شكره بالمزيد، وتوعد لمن كفره بالعذاب الشديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [الشورى: 28]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد البشر وأفضل العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الإيمان والعبادة والتوحيد وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم المزيد.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمته التي لا تعد ولا تحصى: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ [إبراهيم: 34]، بالأمس كنتم مجدبين تسألون الله وتستغيثونه أن ينزل عليكم المطر الذي به حياتكم وحياة أرضكم وحياة بهائمكم وحياة كل ذي روح من مخلوقاته كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا ٤٨ لِّنُحۡـِۧيَ بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗا وَنُسۡقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقۡنَآ أَنۡعَٰمٗا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرٗا ٤٩ وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا ٥٠ [الفرقان: 48- 50]، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ آزِلِينَ قَانِطِينَ فَيَظَلُّ يَضْحَكُ يَعْلَمُ أَنَّ فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ» ([1])، قال الله سبحانه وتعالى ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم رقم (8683).