الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أننا لا ندعو إلى مذهبنا أو ما نحن عليه ونقول للناس اتبعونا، ومن خالفنا فهو ضال،
كما يقول عنا أعداؤنا والمغرضون، وإنما نقول تعالوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فمن شهد له الكتاب والسنة أنه على الحق اتبعناه منا أو
منكم: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ
إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا
أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا
مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]، هذه دعوتنا للناس ندعوهم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول
الله، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة، لا ندعوهم إلى مذهب معين وإنما ندعوهم إلى
الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة فمن كان على ذلك فهو على الحق ومن خالف ذلك
فهو من أهل الضلال مهما كان وأين كان، هذا الذي ندعو إليه دائمًا وأبدًا إخلاص
العقيدة لله جل وعلا وترك عبادة ما سواه واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والسير
على منهج السلف الصالح هذا الذي ندعو إليه وهذا الذي عنده افترقت الطرق طرق أهل
الحق وأهل الضلال فلننتبه لهذا الأمر العظيم؛ لأنهم الآن أعداء الإسلام وأعداء
الملة، يقولون الوهابية تريد أن تسيطر على الناس وتريد أن تفرض مذهبها على الناس،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد