×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، إن بعض الناس قد يصدق هذه الشعوذات وهذه الكهانة وهذه الحظوظ والنحوس والطوالع ويقول إن فلانًا إنه حصل له ما يريد، فلان سافر في كذا وهو يعتقد في هذا النجم أو في هذا البرج أنه سعيد فحصل له السعادة، وفلان سافر حصل له ما لا يريده؛ لأنه سافر في غير ما قال له المنجم والكاهن أو تزوج أو تصرف، وقد نهاه الكاهن فخسر وخاب، يقول إنه حصل له النتيجة ويعتبر هذا دليلاً على صدق الكاهن وصدق المنجم وصدق الساحر، وهذا كذب على الله فإن الله جل وعلا يبتلي عباده، وقد يمتحن هذا الشخص فيعطيه ما يريد من أجل أن يستدرجه، ومن أجل أن يخذله فإنه إذا أعطاه ما يريد وهو على الكفر والشرك فإن هذا خذلان، قال تعالى: ﴿فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ [القلم: 44] قال سبحانه: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥ [الأنعام: 44، 45]، فالعبرة ليست بحصول النتيجة إذا كان السبب محرمًا، إنما العبرة بصحة السبب وصحة الوسيلة هذه هي العبرة، فعلى المسلم أن يتبصر في هذا الأمر، ولا ينخدع بهذه الترويجات، 


الشرح