في الاعتبار
بما قصه الله في القرآن
الجمعة 4/ 1/ 1427
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى
بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
مزيدًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
واعتبروا بما قصه الله عليكم في القرآن العظيم من قصص الأنبياء والمرسلين ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ
عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن
تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ
لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [يوسف: 111]، ﴿وَكُلّٗا نَّقُصُّ
عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ﴾ [هود: 120]، فالله سبحانه
وتعالى قص علينا في القرآن العظيم من قصص الأنبياء والمرسلين لحكمتين عظيمتين الحكمة
الأولى: تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت قلبه على المضي في طريقه في
الدعوة إلى الله، والصبر على أذى قومه، ووعده بالعاقبة الحميدة كما حصل لإخوانه
المرسلين. والحكمة الثانية: تختص بنا نحن وذلك بأن نعتبر بقصص أو قصص
الأنبياء والمرسلين وإخواننا من المسلمين السابقين حتى نتأسى بهم ونسير على
طريقهم، ومن أعظم ما قصه الله في القرآن قصة موسى عليه السلام فإن الله سبحانه
وتعالى ذكرها وكررها في القرآن مطولةً ومختصرةً في مواضع كثيرة؛ لأن قصته أشبه ما
تكون بقصة نبينا
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد