الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق
الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن الله سبحانه وتعالى يضاعف الحسنات فضلاً منه وإحسانًا ﴿مَن
جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ﴾ [الأنعام: 160]، يضاعف الله الحسنات الحسنة بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ
يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن
يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261]، فالحسنة يضاعفها الله فضلاً منه وإحسانًا وأما السيئة فلا
يجزي إلا مثلها عدلاً من الله فإن الله لا يعذب أحدًا على شيء لم يعمله فلا يعذبه
إلا على سيئته التي عملها ولا يضاعفها الله أو يزيدها هذا من عدله سبحانه وتعالى
في عباده: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن
لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 40]، فأكثروا من الحسنات يكثر الله لكم من المضاعفات، وتوبوا من
السيئات يتب الله عليكم ويغفر لكم ذنوبكم ما زلتم على قيد الحياة، وداوموا على
الأعمال الصالحة إلى الممات فإنه ليس لعمل المؤمن غاية دون الموت قال الله جل وعلا
لنبيه: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ
حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ
الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد