الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
((أيها الناس اتقوا الله سبحانه وتعالى ولما كانت الاستقامة الكاملة لا تحصل لكل أحد، فقد يكون من الإنسان بعض التقصير، فإن الله جل وعلا أمر بالاستغفار قال جل وعلا: ﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ﴾ [فصلت: 6]، استغفروه مما يحصل من النقص في الاستقامة والاستغفار، الاستغفار يرفأ ما كان من خلل، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا» ([1])، يعني: لن تأتوا على الدين كله أو تستقيموا الاستقامة الكاملة فالإنسان محل للنقص، ولكن الله سبحانه وتعالى برحمته فتح له باب التوبة والاستغفار مما يحصل منه من نقص في استقامته، ثم اعلموا رحمكم الله أن الإنسان على خطر في هذه الحياة من الانحراف، ولا سيما مع كثرة دواعي الانحراف وكثرة الفتن، كما في هذا الزمان فالإنسان على خطر عظيم فعلينا أن نسأل الله الثبات وأن نصبر على ديننا، وأن نحذر من الفتن التي تصرف كثيرًا من الناس عن دينهم، فقد يكون الإنسان مستقيمًا ثم لا يلبث أن ينحرف ويزيغ ويضل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا سيما مع كثرة أسباب الفتن والشرور ودعاة الضلال وتوفر
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد