فيما ميز
الله به الإنسان على غيره من المخلوقات
الجمعة 21/ 4/ 1427
الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان في أحسن تقويم وجاد عليه بالنعم
والتكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمر بسلوك الصراط المستقيم
ونهى عن طريق أهل الجحيم وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان على الدين القويم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروه
على نعمه فإن الله سبحانه وتعالى ميز هذا الإنسان على غيره من المخلوقات، قال
تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ
وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ
خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 70]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ ٦ ٱلَّذِي
خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ ٧ فِيٓ أَيِّ
صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ ٨﴾ [الانفطار: 6- 8]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدۡ
خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ﴾ [التين: 4] أي في استقامة واعتدال قامة فهو أحسن
المخلوقات صورةً وأحسنها شكلاً، وإذا هداه الله ووفقه صار أحسنها دينًا وعاقبةً.
الله جل وعلا خلق هذا الإنسان، كما أنه خلقه سوي الجسم مستقيم الجسم كامل
الأعضاء كذلك خلقه على الفطرة وجبله على الفطرة التي هي دين الإسلام، قال تعالى: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ
حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ
لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا
يَعۡلَمُونَ﴾ [الروم: 30]،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد