×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الخطبة الثانية

الحمد على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن السلف الصالح إلى وقت قريب والمسلمين يحرصون على إحياء هذه الليالي، والعمل فيها، وأئمة المساجد يختمون القرآن بصلاة الليل من تراويح وتهجد، فمنهم من يختم القرآن ثلاث مرات في الصلاة، ومنهم من يختمه مرتين، وهذا هو الغالب، ومنهم من يختمه مرةً واحدةً وهذا هو الأقل أما من يتكاسل ويتباطأ ولا يقرأ القرآن كله وإنما يقرأ بعضه كسلاً أو لأنه يتكلف في القراءة في المدود والتمطيطات والتكرار والتقطيع فلا شك أن هذا من الإهمال والتفريط، فعلى الإمام وفقه الله أن يقرأ قراءةً متوسطةً بين التباطؤ والهذ والهذرمة بل تكون قراءةً متوسطةً ولا يكلف نفسه برفع الصوت الزائد أو بالمدود والغنة، وتقطيع الآيات وتكرار الآيات؛ لأنه ينقطع نَفَسُه، إذا كلف نَفْسه انقطع نَفَسُه فيبقي في الآية لا يخرج منها إلا بكلفة وهذا من التكلف، وخير الأمور أوسطها، ولأن في ذلك عونًا له على استكمال القرآن أما إذا كلف نفسه بالقراءة يريد التجويد كما يسمونه التجويد له حدود وليس التجويد هو بالتمطيط والمدود الزائدة والغنة المتكلفة وإنما التجويد هو تحسين الصوت مع مراعاة أحكام التجويد من غير مبالغة ومن غير إهمال وهذا مما ييسر له القراءة ويسهلها عليه، بل هذا مما يخفف القراءة على المأمومين ويجعلهم يتلذذون بها ويستمعون إليها، فتنبهوا أيها الأئمة لذلك وفقكم الله.


الشرح