أيها المسلمون، من كان محسنًا في أول
الشهر فليستمر في إحسانه، وليختم بالخير، فإن الأعمال بالخواتيم، ومن كان مقصرًا
فليقم ما قصر فيه في بقيه هذا الشهر، ويستدرك ويستغفر ما فات، يستغفر مما فات فإن
الله غفور رحيم، ومن كان مضيعًا غافلاً في أول الشهر فليتب إلى الله، وليقبل على
طاعة الله لعله أن يختم له هذا الشهر بالعتق من النار، فليتب إلى الله، وليداوم
على الاستغفار بالتوبة والاستمرار عليها إلى آخر حياته فتنبهوا رحمكم الله ولا
تقنطوا من رحمة الله: ﴿قُلۡ
يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن
رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ
ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن
قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤﴾ [الزمر: 53- 54]، فاتقوا
الله عباد الله واعلموا أن الأعمار محدودة، وأن المدة مقدرة لا يزاد فيها، ولا
ينقص وليس لك إلا ما عملته في هذه المدة التي أعطاك الله إياها من عمرك، فبادرها
بالأعمال الصالحة والتوبة إلى الله عز وجل اختم حياتك بالتوبة الصحيحة والأعمال
الصالحة ولا تدري متى خاتمة عمرك؛ كل لحظة يتوقع أن تكون هي خاتمة عمرك، فكن على
توبة وعلى استعداد دائمًا حتى إذا جاء الموت تكون على استعداد صالح، فاتقوا الله
عباد الله وبادروا هذه الأوقات قبل فواتها، وحاسبوا نفوسكم عن هفواتها والله جل
وعلا يتوب على من تاب: ﴿و وَهُوَ ٱلَّذِي
يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّئَِّاتِ وَيَعۡلَمُ
مَا تَفۡعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد