في بيان أن
الإنسان في سفر إلى الآخرة
الجمعة 20/ 12/ 1426
الحمد لله القائل في محكم كتابه المبين: ﴿لَقَدۡ
خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤ ثُمَّ
رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ٥ إِلَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٦﴾ [التين: 4- 6] وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وسبحان الله عما يشركون، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله الصادق المأمون صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين قضوا بالحق وبه كانوا
يعدلون، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم يبعثون.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أنكم في سفر إلى الله، وفي سير إلى الله منذ خلقكم إلى أن تستقروا في دار القرار
الجنة أو النار فهذا الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم، وأدر عليه
نعمه وسخر له كل شيء في السماوات والأرض من أجل أن يقوم بعبادة الله عز وجل كما
قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ
وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦ مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم
مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧ إِنَّ
ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨﴾ [الذاريات: 56- 58] فهذا
الإنسان في سفر متواصل عاش في بطن أمه المدة التي قدرها الله له وهي مدة يسيرة ثم
انتقل إلى الدنيا، وخرج من بطن أمه إلى هذه الدنيا وأعطاه من العمر ما قدر له
سبحانه من أجل أن يتزود للسفر الذي أمامه، وللدار التي أمامه يتزود بالأعمال
الصالحة، ويتوب من الأعمال السيئة والله جل وعلا بين له طريق الخير وطريق الشر،
وأمره
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد