الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن وقت الصائم ثمين فلا يضيعه بالغفلة أو بالنوم والكسل وإنما يستغل وقت الصيام
بالأعمال الصالحة من صلاة نوافل وقراءة للقرآن وذكر الله عز وجل لأجل أن تثمر له
هذه الأوقات جزاء عند الله جل وعلا يجده مدخرًا ومضاعفًا عند الله ولا شك أن
الأعمال الصالحة من الصائم أفضل منها من غيره لأن الصيام عبادة فإذا قارن أعمالاً
صالحةً فإن هذه أرضية خصبة للأعمال الصالحة والمضاعفة، فعلى الصائم أن يستغل وقته
فيما ينفعه عند الله ولا يضيعه بالغفلة واللهو أو يضيعه بما يخل بصيامه أو يبطل
ثوابه من النظر المحرم والسماع المحرم والكلام المحرم فإن بعض الناس لا يترفع عن
النظر المحرم لا نقول ينظر إلى النساء وإلى ما حرم الله نظرًا مباشرًا هذا حرام
ولا يجوز، لكن كثيرًا من الناس يربأ بنفسه من ملاحقة النساء والتطلع إليهن لا سيما
وهو صائم لكن يسمح لنفسه بالنظر في الفضائيات والشاشات التي تعرض الصور الفاتنة
والقصص الخيالية والمضحكات والتمسخرات فيضيع وقته وراء المسلسل الفلاني والتمثيلية
الفلانية والصور الخليعة إلى غير ذلك هذا وهو صائم، ماذا بقي لهذا الصائم من
صيامه؟ إلا الجوع والعطش ولا حول ولا قوة إلا
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد